الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة ليلى طوبال في عملها المسرحي الجديد: حورية.. مهما بلغ حجم التدمير

نشر في  28 فيفري 2017  (14:14)

حِملٌ ثقيل ذلك الذي نقلته الفنّانة ليلى طوبال في عملها المسرحي الجديد «حورية» والذي عرض للمرة الأولى بفضاء  التياترو يوم السبت 25 فيفري. حِمْلُ بلد قاسى طيلة السنوات الست الأخيرة من تلاعب السياسيين وتهديدات المتطرّفين وإرهاب المتشددين. فكيف لنا أن ننسى ما عاش على وقعه الشعب التونسي من وقائع اغتيال وأحداث تفجير وغيرها من الأعمال الإرهابية التي غيرت من وجه تونس الكثير؟

بلغة اكتسبت طابعا مباشرتيّا، خاطبت ليلى طوبال جمهورها لتقدم مشهدا تونسيا قاتما. وجاءت المسرحية بمثابة الوثيقة التي استرجعت مختلف المصائب التي حلت بالبلد وذهبت الى حد المناداة بالرجم، إذ تقول البطلة في آخر المسرحية: «ارجموني.. وارجموا فيّا نساء العالم الي قهروكم.. ارجموني... وارجموا فيّا الزين والشبوبية.. ارجموني وارجموا فيّا كل حورية.. ارجموني.. حتى كان مت، باش نقعد حيّة»...

ومن خلال هذه الصرخة، تُعبر ليلى طوبال عن وجيعة ومقاومة المرأة التونسية التي حاولوا أن يبتزوا مكاسبها ويعيدوها الى عصر الظلمات، أفلم تطرح في تونس بعد الثورة مسائل من قبيل ختان الفتيات وجهاد النكاح وتكامل المرأة مع الرجل ومكانة المرأة العزباء وغيرها من المواضيع التي هددت حقوق المرأة التونسية في صميمها...

وقد خاطت الفنانة ليلى طوبال مختلف اللوحات التي قدمتها بمعزوفات موسيقية أمّنها عازف البيانو مهدي الطرابلسي وكأنّ لسان حالها يقول إنّ المقاومة لا يمكن إلاّ أن تكون فنية وإبداعية في مواجهة طامة التخلف والتشدد والعنف...

في «حورية» تمسكت ليلى طوبال بأوتاد بيت الوجائع التونسي لتطلّ من بين أنقاض وطن فقد الكثير منه، ولكن البعض منه اختار أن يواصل المقاومة، أن يواصل الصمود مهما بلغ حجم التدمير.

-تُنتظم عروض "حورية" بفضاء التياترو أيام 1 و2 و3 و4 و9 و11 مارس.


شيراز بن مراد